*إلى رجال الدين والعلم والأخلاق*

عاجل

الفئة

shadow

بقلم علي خيرالله شريف

الكلام موُجَّه لِعِنايَة رُوَّاد العِلم الحريصين على استمرار البشرية كَحِرصِهِم على استمرار سُلالاتِ الكائنات وعلى التوازن البيئي، ومُوَجَّه لرجال الدين المسلمين والمسيحيين في كل مكان، الذين يضعون كُلَّ مَقاديرهِم ونواصيهِم بِيَد الـمُعَسكَر الغربي ولا يُحَرِّكون ساكناً إلا بأمر السفراء الغربيين الذين يعملون ليل نهار لنشر مبادئهم الهدَّامة النيوليبرالية والإنجيلية المتصهينة. ربما لا يُدرك الكثيرون بعد أن النيوليبرالية، التي أبوها جورج سوروس(الداعم الأول للشذوذ الجنسي)، تهدف إلى تدمير الكنيسة قبل المسجد، وتدمير الدين المسيحي والمجتمع المسيحي، قبل تدمير الإسلام وبلاده وأتباعه. فلا يَظُنَّنَ أحدٌ أنه ناجٍ من أنيابها مهما كان دينه أو انتماؤه.
النظام العالمي الجديد الذي كانت أميركا وما زالت تسعى إلى فرضه، ليس نظاماً سياسياً وعسكرياَ واقتصادياً فحسب، بل هو نظام ديني أيضاً يجب برأيهم أن يَحُلَّ محل الأديان السماوية كافة، بِقِيَمِهِ المختلفة والمخالفة للطبيعة والفطرة والعلم والمنطق والأخلاق؛ إنه نظام يعتمد الفوضى والفجور بكل معنى الكلمة.
ربما يَظُنُّ القَيِّمُون على الأمور الدينية، والمتصدرون للإرشاد الأخلاقي، أننا نمارس هواية الكتابة للكتابة وأن هذا هو حجم القضية. ولكن نتمنى عليهم الانتباه لِكَلامِنَا مَهما كان حجمُنا بِنظِرِهِم، فالأمر ليس مجرد هواية، بل هو ناقوس خطر نقرعه كما يقرعه العديدون غيرنا من الغيارى، وهو تحذير من سوء العاقبة. فقد يقولون إن الدين له رب يحميه، فنجيبهم أننا لا نُزايِدُ عليهم في اختصاصهم، ولكن نعلم ويعلمون أن الـمُصلِحين في الأرض لم يستطيعوا الإصلاح إلا بالعمل والتعب والجهد المتواصل، وربُّ السماوات والأرض أرسل الرُسُلَ وطلب من الصالحين مؤازرتَهم.
ليس من مصلحة بني البشر أن ينتصر مُخطَّطُ الأنظمة الغربية فيما تذهب إليه، لا علمياً ولا دينياً. وعندما أقول بني البشر، أقصد أيضاً المجتمع الغربي من غير الحكومات ومن غير الأنظمة العميقة الـمُهَيمِنة، إذ ليس كُلُّ الغربيين يُحِبُّون الشذوذ، وليس كل الغربيين يدركون إلى أي هاوية تقودهم أميركا. 
تنشُطُ مُنَظَّمَةُ الأمم المتحدة التي تسيطر عليها النيوليبرالية(والماسونية من ضمنها)، في عقد مؤتمرات تتناول قضايا الحرية الجنسية والدعوة إلى الإباحية الجنسية، وتتفنَّنُ في تسميتها بغير اسمها، مثل: (الجندر، المتعايشين، حقوق المثليين، الثقافة الجنسية، الصحة الإنجابية) ونحو ذلك، من المصطلحات التي تدعو إلى قبول الشذوذ الجنسي كممارسة مشروعة، تدخل ضمن حقوق الإنسان، وتُوفِّر لممارسيها العناية الطبية والحماية القانونية... واخترعوا الاتفاقات الدولية لخدمة مشروعهم كاتفاقية "سيداو" وغيرها، ودأبت على مطالبة الحكومات بدعم وسائل منع الحمل... ودأبت كذلك على مطالبة الحكومات بإدخال الثقافة الشاذة في المقررات الدراسية للتلامذة، وتتضمن: المعاشرة بين الجنسين، الإجهاض، كيفية ممارسة الجنس دون خطر الحمل، مساعدة المراهق على تحديد اتجاهه الجنسي (أي تحديد أي الجنسين يفضل أن يعاشر)، العادة السرية كوسيلة للإشباع الجنسي بعد البلوغ، العلاقات الشاذة كبديل مُرضٍ للعلاقات العادية، أما من سن 15 - 18 فيضاف لهم المواضيع التالية: من حق النساء الإجهاض، احترام تعاليم الدين والتقاليد لا علاقة له بحقوق المرء الشخصية، عدم وجود دليل على أن الصور الفاضحة تسبب أي إثارة جنسية. وآخر إبداعاتهم أنها شرعت ممارسة الجنس بين الإنسان والحيوان، وبين الأم وابنها وبين الرجل وأخته وخالته وعمَّتِهِ وجدَّتِه. حتى وصل بهم الفجور تعليم الأطفال في المدارس على التعرِّي أمام الآخرين وممارسة حركات غير أخلاقية وغير إنسانية. وللعلم، كانت أوروبا في السابق تمنع زواج الشخص بقريبه لكي لا يحصل تشوهات جينية. كل هذا يعني أنهم يسعون عمداً إلى إحداثِ تشوهات بشرية أكثر بشاعةً من التشوهات التي أحدثوها في النبات والحيوان، وستكون أكثر خطورةً على مستقبل بقاء البشرية.
إن كل هذا يناقض الشرائع الدينية ويناقض العلم ويناقض الطبيعة ويناقض الأخلاق. فمثلاً القرآن الكريم يقول: 
"وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاء سَبِيلاً (22) حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (23)" (سورة النساء).
ومن الوصايا العشر للسيد المسيح(ع) : لا تزنِ. لا تَسرق. لا تشهد على قريبك شهادة زور. لا تشته بيت قريبك. وهناك الكثير من تعاليم السيد المسيح(ع) التي ينتهكها أصحاب الشذوذ والدُعاةُ إليه من النيوليبرالية والمسيحية المتصهينة ويقبلها الشاذون من المسلمين وغير المسلمين. 
إذن المكيدة تستهدف الجميع، فما المطلوب في ظل هذه الهجمة على القَيَم والأديان  ومكارم الأخلاق؟
ماذا علينا أن نفعل للتصدي لها؟
هل تكفي الخطابات والمحاضرات المتناثرة القليلة والخجولة؟ 
أم يجب علينا وضع خطط متينة وذكية وشاملة؟ 
أليس من المعيب أن ننتظر نتائج ما يفعلونه بنا؟
كل عام وأنتم بخير وبصيرة وأمن وأمان مما يُحاك للبشرية... 
وللحديث تتمة...

*الثلاثاء 27 حزيران 2023*

الناشر

علي نعمة
علي نعمة

shadow

أخبار ذات صلة